أيها الطيف كفاك بخلا وغيابا
فلي نفس قد أسقمت هما وعذابا
قد كنت تزور كلما حل الليل
وما وجدنا في زيارتك عطلا أوصعابا
كم قطعت بنا أمصارا و جبالا
وأخذت الحبيب لمكاننا ذهابا وإيابا
كم جدت يا طيف علي بنور الحبيب
وكان قدومه إلي فرحا لا عتابا
أتذكر فاتني بليلة وقد جلست
وما امتطت لطلبي وقربي ركابا
بل عجلت بها يا طيف والتقينا
بأمر من العشق وما كان عشقي كذابا
تكلمنا وقالت اشتقت يا شاعرا
فأبيت عن مجالستها لا لفا ولا انقلابا
فمكثت على حالتي واستمر الليل
وكان همسنا بيننا سؤالا وجوابا
أحسست بقلبي ينبض عشقا ورهبة
واللسان وسط الثغر يسيل لعابا
فقالت لقد صرت بين هموم وعذابا
وقلت مثلي مثلك وقد عانيت خرابا
فضممتها وضمتني وأحسست دمعا
من مقلتيها قد ندا وسال وطابا
أحسست هما قد أزيح بحظور ليلى
فأتوق مرارا للوصل وكرهت الغيابا
عد يا طيف بحبيبتي وكن جوادا
فما طبعك البخل ولست به عيابا
بل عهدنا منك جودا و رأفة
وما كانت زيارتك لي بهتانا ولا سرابا
بل حظورك لي بحبيبي حقيقة وقد
لامست منها دنوا و وجودا واقترابا
فلا تبطئ فليس لي دونها بلسم
فقد فتحت بالنظم والشعر لك الأبوابا
.....................
هشام المودني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق