( أنا ومرآتي)
استيقظتُ من نومي ذات صباحٍ وتوضأتُ وصليتُ ركعتي الضحي ثم اخترتُ من دولاب ملابسي ما راق لي متأهبَا للخروج ثم ربطتُ حذائي وقبل أن أفتح الباب مغادرَا المنزل ألقيت علي نفسي نظرهً في المرآه وأخذتُ استدير يمنَهً ويسره وكأنه أصابني شيئٌ من العُجْبْ فتحدثتُ إلي مرآتي قلتُ يانفسُ ألا تعلمين أن العُجْبَ مذموم فقالت لي ما هذا السؤال الغريب أما تعلم أنِي أمارةٌ بالسوء قلت أعوذ بالله منكِ ولِمَا لا تجعليني ممن رَحِمَ ربي ألا تخلعينَ يومًا ثوب السوء وتنصحينني لوجه الله قالت كيف أنصَحُكَ وأنا الأمَارَهُ كما تعلم قلت لها أستحْلِفُكِ بالله أن تفعلي قالت لقد استحلفتني بمن فَطَرَنِي وخَلَقَكْ فاسمع مني قلت هاتِ ما عِندِك قالت لي إياك والغرور فإن الله لا يحب كل مختال فخور وإحفظ اللسان فإنه ثعبان وتحرى الحلال تجده في أولادك وإياك وأكل الحرام فإنه مهلكه وإحذر الظلم فإنه ظلمات يوم القيامه ولا تمدن عينيك إلي ما متع الله به غيرك فلو شاء الله لأعطاك واعلم أنك قد تخرج من بيتك ولا تستطيع العوده قلت زيديني قالت حسبك لا تطمع فقد أخرجتني عن طبيعتي وأرهقتني فهممت بالإنصراف من أمامها فقالت لي إسمع قلت لبيك قالت إذا ثقُلت عليك نصيحتي فتذكر أن جنه الله هي الباقيه وأن فيها ما لا عينٌ رأت ولا اذنٌ سَمِعَت ولا خَطَرَ علي قلب بشر فقلت جزاك الله عني خيرا فانصرفتُ عنها راجيا رضاءَ ربي والجنه...