الخميس، 12 أبريل 2018


جودا باي وجلال الدين اكبر وزواجهما السياسي الذي تحول إلى قصة حب رائعة
ــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق - 11-4-2018
كانت هيرا كونواري التي تعرف في الفولكلور الشعبي باسم الإمبراطورة
جودا ابنة ملك هندوسي يقال إنه كان له تأثير قوي على الإمبراطور. يقول أشوتوش جواريكر "إن نجاح الحبيبين في تسوية الخلافات الثقافية وإقامة حياة زوجية ناجحة أمر يدعو للإعجاب الشديد
جلال الدين كان عمره اقل من 13 سنة عندما تولى الحكم بعد موت ابيه المفاجىء .. ومن ذاك العمر بدأ جلال الدين في الفتح وتوسيع امبراطوية الهند ..
وفي نفس الوقت ..جودا اميرة راجبورتية جميلة وفي نفس الوقت تجيد فن القتال.. جودا هي ابنة الراجا ابراهام "راجا مقاطعة امبير" الذي ورث الحكم بعد مقتل اخيه نيابة عن ابن اخيه الصغير ..
يعتبر الإمبراطور جلال الدين أكبر أعظم الأباطرة المغول. فرغم أنه اعتلى العرش وهو في الثالثة عشرة من العمر فقد تمكن سريعا من تحقيق نجاح سياسي بمزيج ذكي من العسكرية والدبلوماسية. نجح جلال الدين أكبر في نيل تحالف قطاع المحاربين بعد أن ارتبط بالزواج من جودا. لكن الإمبراطورة الجميلة ..رفضت أن تكون مجرد أداة سياسية في يد امبراطور كان عليه أن يكسب ثقتها وحبها. ويقال إن جودا التي لم يسجل التاريخ عنها الكثير بسطت نفوذها على سياسة البلاط الإمبراطوري مما أزعج
قطاعا من الأسرة الإمبراطورية وخلق أعداء
الزواج للتحالف
ــــــــــــ تبدأ القصة في القرن السادس عشر في امبراطوية الهند .. حيث تتزوج اميرة هندوسية مرغمة لاجل مصالح سياسيى من امبراطور مسلم .. ولكن هل المشكلة ستقع عند اختلاف الديانات فقط ؟؟
رحلة الحب الحقيقية
ــــــــــ يتقبل اكبر الزواج من جودا ولكن هي ترفض هذا الزواج .. ومع الايام يبدأ الاثنان في الوقوع مع حب بعضهم .. فهل سيستطيع اكبر حقا ان يكسب قلب جودا ..؟؟
التحدي الاكبر
ــــــــــــــــ تبدأ مجموعة من الاحداث في التفريق بينهم ..فالمهاجنا تحاول التفريق بينهم ودس العداوة فهل ستنجح ؟ .. وهل يا ترى هي الوحيده ؟
قصة الحب الغير محكية
الحب بين اكبر وجودا قد تغلب الصعاب والمستحيل فلم يحكي التاريخ عنهم .. هذا لانهم التاريخ ..من هي جودا باي ومن هو جلال الدين اكبر
جودا باي
ــــــــ جودا باي، (مريم الزمان) (1 أكتوبر 1542 - 19 مايو 1623)، كان امبراطورة الإمبراطورية المغولية. زوجة ملك المغول جلال الدين محمد أكبر كانت من الهندوس و مسقط رأسها الراجبوت ولم يجبرها على اعتناق الإسلام وبنا لها مسجد وكانت من أجمل زوجاته، وكانت احب زوجاته واولى زوجاته ففي بداية زواجهما كانت هناك مشاكل كثيره بينهما بما أن جودا هندوسية وجلال مسلم كانت هناك كثير من المشاكل لكن وقعا في الحب و جلال كان يعيش بقصة حب جميلة جدا لان جودا سحرته بصوتها و جلال سحرها بوسامته وجاذبيته ،وجودا أكبر كانت الملكة الام والاولى وانجبت منه " جهانكير نور الدين سليم ".
نبذة عن حياتها
ــــــــــــــ جودا باي ولدت في القرن السادس عشر -راجبوتية- وديانتها الهندوسية تزوجت من جلال الدين محمد أكبر ملك المغول-مسلم- لاسباب سياسية .وقد تزوجت وظلت هندوسية الى فترة طويلة ولكنها اسلمت بعد ولادة ابنها سليم وبنى لها زوجها مسجدا . بعد فترة من الزواج اصبحت جودا تحب جلال وبعدها انجبت وريث المملكة- جهانكير "نور الدين سليم"- ولقبت بمريم الزمان . واضافة إلى ذلك كانت طيبة وفاعلة للخير- كما ذكر في الكتب - مما جعلها محبوبة.
مواصفاتها
ـــــــــــ كانت شديدة الجمال في عصرها حيث كانت تتميز بالوجه الجميل والصوت الرقيق والمعاملة الطيبة مع راعيتها حيث جذبت الملك جلال الدين أكبر .ليكتب القدر لهم ان يعيشوا حياة طيبة سعيدة وممتلئه بالحب . وقد انجبت الملك جهانكير (نور الدين سليم )وبذلك تعتبر الملكة الأم والأولى.
جلال الدين أكبر
ــــــــــ جلال الدين محمد أكبر هو أحد سلاطين مغول الهند الكبار الذين حكموا الهند عاش بين عامي 1556 و 1605، وسّع رقعة بلاده فسيطر على شمال الهند وباكستان ووصل البنغال، عرف بسياسته المميزة في الحكم، حيث عامل الهنود كمواطني دولة بدل أن يعاملهم كسكان أراضي مفتوحة. ودخل هو وعائلته في علاقة مصاهرة مع المجموعات الدينية والإثنية المختلفة في الهند مما وطّد حكمه. كما منع إجبار أحد على الإسلام، خلفه بعد وفاته عام 1605، ابنه جهانكير. حفيد تيمورلنك من الدرجة السادسة. وثالث السلاطين التيموريين في الهند. كان مولده بإحدى قلاع السند في أثناء فرار والده «هُمايون» من مغتصب عرشه شيرشاه آل سور الأفغاني. وأمه حميدة بنت علي أكبر جامي. ترك هُمايون ابنه، وهو في عامه الأول مع زوجته في قندهار وتابع فراره إلى إيران. ولم يجتمع بابنه إلا بعد ثلاثة عشر عاماً في كابل، وهو عائد لاسترجاع ملكه. ولما وُفق إلى ذلك عام 962هـ/1555م، جعل ابنه حاكماً على البنجاب. ولما توفي همايون نودي بأكبر سلطاناً على الهند وهو في الرابعة عشرة فتولى الوصاية عليه بيرم خان وزير أبيه. وكانت الأخطار تتهدد الدولة فهناك آل سور الطامعون باسترجاع نفوذهم، وحكام الأقاليم الطامحون إلى الانفصال، والأوبئة التي ذهبت بأعداد كبيرة من السكان.
كان راعيًا عظيمًا للمعمار والفن والأدب، وكان بلاطه غنيًا بالثقافة والثروة المادية. أقنعت شهرته إليزابيث الأولى ملكة إنجلترا بإرسال سفيرها السير توماس رو إلى المنطقة. وما زال العديد من بنايات أكبر موجودة حتى اليوم، وتشمل القلعة الحمراء في أَكرا ومدينة فتحبور سيكري التي يحيط بها سور طوله عشرة كيلومترات. ورغم أنه كان أميًا لا يعرف القراءة والكتابة إلا أنه جمع آلافًا من المخطوطات، التي تتميز بالخط الجميل والرسومات. أحاط نفسه بالكتاب والعلماء والموسيقيين والرسامين والمترجمين. ورغم أنه لم يهجر معتقداته الإسلامية، إلا أنه كان يستمتع بالمناظرات الدينية. وفي نهاية الأمر أتهم من قبل بعض المؤرخين أنه كون مذهبًا جديدًا سماه الدين الإلهي وكان يمثل له وحدة كل المعتقدات الدينية ، قي محاولة منه توحيد الصف الهندي ، ألا أن فريقا آخر نفى ان يكون ان انه دعى إلى دين جديد بل إلى مذهب فلسفي جديد يتقبل كل الاديان مع بقاء كل فرد على دينه الأصل للتقريب الفكري بين مواطني الهند
النشأة
ــــــــ ولد في أوماركوت بالسند وهي الآن إحدى محافظات باكستان. توفي والده الإمبراطور همايون، وكان عمره آنذاك ثلاثة عشر عامًا. أصبح حاكمًا لأجزاء من شمالي الهند وهو في مقتبل العمر. كان فخورًا باثنين من أسلافه المشهورين جنكيز خان وتيمورلنك، وهما من أبطال المغول الفاتحين، دُرِّبَ أكبر كقائد عسكري منذ طفولته، وعندما بلغ العاشرة من عمره منح القيادة العسكرية الأولى في حياته. وعلى الرغم من عدم تمتعه بقامة طويلة، إلا أنه كان قويًا وسليم الجسم. وكان يبدو مثيرًا للإعجاب في ثيابه الفخمة.
الإمبراطورية المغولية في عهد أكبر.
ـــــــــــــــــ يقسم عهد أكبر إلى ثلاثة أدوار: الأول عندما كان تحت وصاية بيرم خان، وانتهى بعزل هذا الوزير (967هـ/1560م)، متهماً إياه بتعصبه لأنصاره وتعيينهم في مناصب الدولة. والثاني لما وقع أكبر تحت نفوذ نساء القصر اللائي سعين للتخلص من بيرم خان، وعلى رأسهنّ أم السلطان ومرضعته. والثالث عندما بدأ السلطان الشاب يمارس سلطانه بنفسه منذ عام 969هـ/1562م.
أدرك أكبر خطر بقاء الدولة ولايات متفرقة، وأن الاستقرار يكون بقيام حكومة مركزية قوية. وقد مرّت حروبه في سبيل ذلك بثلاثة أطوار: سعى في الطور الأول للتخلص من أمراء آل سور، فاسترجع منهم دهلي (دلهي) وأگرا. وتوالت الحروب معهم بين عامي 964 - 983هـ/1556 - 1576م، حتى انتزع منهم البنغال في الشرق، وأما في الغرب فقد اقتحم حصون الراجبوت المنيعة 976هـ/1568م وگجرات (980هـ/1572م). والتفت أكبر في الطور الثاني بين عامي 989 و1003هـ/1581 و1595م، إلى ضمان أمن حدود الدولة الشمالية الغربية، مدخل الغزاة إلى الهند، فتصدى لثورة أخيه ميرزا حكيم، حاكم كابول، الذي أغار على الپنجاب بتشجيع من الأوزبك (989هـ/1581م) طامعاً في العرش فدخل لاهور، ثم اضطر إلى الانكفاء أمام قوات أكبر وأبنائه، ولكنه حظي بعفو أخيه وأعيد إلى منصبه
ولما حاول الأوزبك استغلال وفاة ميرزا حكيم (992هـ/1584م) للسيطرة على كابل، هزمتهم قوات السلطان أكبر وأَخضعت المنطقة، وألحق في العام نفسه إقليم اوريسة في أقصى الشرق بالدولة. وفي عام 996هـ/1588م أرسل أكبر جيوشه إلى كشمير، ثم قام بزيارتها عام 999هـ/1591م وأشرف على تنظيم إدارتها. واضطر حاكم السند إلى الخضوع له في العام التالي وتبعه حاكم بلوچستان (1003هـ/1595م)، وفي العام نفسه دخلت قوات أكبر إلى قندهار التابعة للصفويين، بحجة الدفاع عنها أمام الأوزبك، في أثناء انشغال عباس الصفوي بحروبه مع العثمانيين.
تطلع أكبر في الطور الثالث من حروبه بين عامي 1004 و1009هـ/1595 و1601م إلى ضم الدكن، حيث اشتد النزاع بين إماراتها الإسلامية الخمس فزحف إلى إمارة أحمد نفر (1004هـ/1595م). وحالت المساعدة التي تلقتها الإمارة من خصومها القدامى دون نجاحه، ولكن حملة عام 1008 - 1009هـ/1601م مكّنت أكبر من فرض سلطته على إمارات الدكن، ولم يبق خارجاً عن نفوذه فيها سوى ڤيجايانگر في أقصى الجنوب، وغولكندة (سواحل الدكن الشرقية) وبيجابور (سواحلها الغربية)، فبلغت سلطنة أكبر أقصى اتساعها وأضحت من أعظم دول عصرها قوة وثراء.
الوحدة الوطنية
سعى أكبر لدعم الوحدة السياسية للدولة، وإلى توحيد المجتمع، بهدم الفوارق بين الأجناس والأديان، فقرب إليه زعماء الهندوس، وعهد إلى بعضهم بمناصب عالية في الإدارة والجيش، وأصهر إليهم هو وولي عهده. واستبدل بالنظام الإقطاعي القائم آنذاك تقسيمات إدارية عسكرية، مقتبسة من الأساليب الفارسية والمغولية. واتبع سياسة المساواة الاجتماعية، ومساواة الجميع في التكاليف المالية، فألغى ضريبة الجزية على الهندوس، وضريبة الحج إلى أماكنهم المقدسة، وخفف كثيراً من الضرائب القديمة، وأعفى الفلاحين من ديونهم المتأخرة، وعارض مستشاريه في فرض ضرائب جديدة، ثم ضبط حسابات الدولة في سجلات دقيقة.
تشجيعه للثقافة
ــــــــــــــــــ أدى شغف أكبر بالمسائل الدينية والفلسفية إلى نشاط الحركة الثقافية. ويشير معاصروه إلى كثرة عدد العلماء الذين حفل بهم بلاطه، حيث المكتبة التي ضمت 24000 مخطوط في الآداب والعلوم. وقد امتزجت في هذه الحركة العناصر الفارسية بالهندية. وترجمت إلى الفارسية الشائعة في الهند ـ وهي لغة الثقافة ـ مؤلفات من الفارسية والعربية والسنسكريتية. وعاش في عصر أكبر مشاهير المؤرخين، كمحمد قاسم فِرشته صاحب التاريخ المعروف باسمه، وعبد القادر بداوني مؤلف «منتخب التواريخ». ووضعت له كتب في الهيئة والنجوم والموسيقى. دعا أكبر البرتغاليين من مراكزهم في سواحل الهند الغربية، لإرسال وفودهم إلى بلاطه بدعوى تعرف المسيحية، وسمح لهم ببناء الكنائس وبالتبشير. ولما ألحق الگجرات بدولته، أضحى على اتصال مباشر بهم. فمنعهم من توسيع نفوذهم وأخذ عليهم المواثيق بعدم التعرض للحجاج في البحر وسعى في أن يستفيد من خبرتهم العسكرية لقتال أعدائه.
وفي الرصد الذي أجرته المستشرقة آنا ماري شيمل عن حضور جلال الدين الرومي في العالم الإسلامي، تتحدث عن السلطان جلال الدين أكبر، الذي اهتم بالرومي، وجعل في قصره مجلساً أسبوعياً لقراءة أشعاره، وأصبح هذا المجلس تقليداً عند السلاطين الذين حكموا بعده، وكل السلطان كان يكلّف أحد رجالاته بترجمة ونسخ أجزاء من المثنوي، فأصبحت هناك شروحات كثيرة باللغة الفارسية واللغة الأوردية واللغة العربية ، مما يدل على المشرب الصوفي لأكبر وفهمه العميق لروح الفلسفة الأسلامية ..
تغلغل الإنكليز
ـــــــــــــ بدأ الإنجليز في أواخر عهد أكبر بالتغلغل في الهند فتأسست شركة الهند الشرقية الإنجليزية (1009هـ/1600م) وبدأ عملاؤها يتصلون به، للحصول على الامتيازات. واستقبل في بلاطه أول سفير إنجليزي، وعلى الرغم من انتزاع أكبر قندهار من الصفويين، فقد ظلت علاقاته ودية معهم، بسبب تهديد الأوزبك لكلتا الدولتين.
شخصيته
ــــــــــــــــــــ نشأ أكبر أميّاً بسبب أوضاع والده السياسية وافتراقه عنه، ولكنه كان على قدر كبير من الذكاء وقوة الملاحظة والذاكرة والتأمل، والرغبة في الإصغاء إلى العلماء ومناظراتهم. فآمن بحرية الرأي والبحث، واندفع بعد اطلاعه على المسائل الفلسفية والأفكار الصوفية للوصول إلى الحق المجرد، والتمس ذلك بالسعي لمعرفة ما عند الديانات الأخرى، فتُرجم له الإنجيل وكتب الديانات الهندية. وآمن، للوصول إلى هدفه، بضرورة التسامح والابتعاد عن القسر والإكراه، وأن الأديان جميعها رموز تمثل الأسرار المحيطة بالكون. وكان يمضي أوقاتاً ينفرد فيها في أحد الكهوف للتأمل والمناجاة. وأسس في عاصمته «فاتح‌پور» (جنوب غرب أگرا) دار العبادة (عبادة خانه) (983هـ/1575م) لعقد المناظرات بين ممثلي مختلف الديانات. وبعد عشرين عاماً من حكمه مسلماً تقياً.
ويروى بعض المؤرخين انه حاول وضع دين جديد دعاه «دين إلهي» كان مزيجاً من الديانات التي في الهند يقوم على الاعتقاد بإله واحد، رمزه الشمس والنار، وأن السلطان هو ظل الله في الأرض والمجتهد الأكبر. وعلى أتباع الدين الجديد الامتناع عن أكل اللحوم والبصل والثوم. وجعل يوم الأحد يوم دخول الناس في هذا الدين، كما وضع تقويماً جديداً يبدأ من تاريخ توليه العرش ، وعلى الرغم من نجاح أكبر في تخفيف التعصب بين رعيته ودفع غالبية الهندوس إلى الالتفاف حول الدين الجديد، فقد لقي مقاومة شديدة من المسلمين ومن بعض الهندوس.
ويرى فريق آخر من الأكاديميين أن الرجل كان مسلما حقيقيا ومات على الاسلام ولكنه كسياسي محنك عمل على محاولة التقريب بين الاديان في ضل الهند الكبرى متعددة الاديان ، وهذا العمل تم تشويهه من قبل اعداءه للتقليل من مكانته في قلوب المسلمين.كان أكبر حاكماً مسلما حنفيا رحيماً حكيماً، وكان ذا أفكار جديدة، وكان ذا رأي صائب في معرفة الناس .
منجزاته
ـــــــــــــ أرسى تعاليم الإسلام وحكم بالعدل والشورى وأزال طابع الهمجية عن أسلافه, وذلك بفضل سياسته الحكيمة متحديا كل غزاة إمبراطوريته, فلم يتدخل بالنزاعات الداخلية بل إنصرف إلى حكم رعيته ونشره الدين الاسلامي وقام بدورا حكيما ببسط سلطته على كافة الأقاليم الهندية بالعدل والحكمة بين الديانات موازيا في حرية ممارسة شعائرهم الدينية إلى جانب الدين الاسلامي دون إكراه في الدين. فتوحّدوا إلى جانبه يدافعون عن أمبراطوريته حتى سيطر على كافة سواحل الهند أمنا من الغزوات الساحلية بفضل اتحاده مع الولايات الهندوسية, فاعتبر من أهم علماء المسلمين والمبدعين المغوليين في عصره قاطبة منذ القرن 12م وحتى القرن السادس عشر ميلادي المعاصر له, محققا بحكمته النصر والولاء لأمبراطوريته المغولية في الهند, وانصرف لبناء المساجد متفننا بهندستها وزخرفتها مازجا بين كل الطرز الاسلامية والصينية والفارسية والهندية, لتظل تحفة إلى يومنا هذا تحدثنا بأمجاد سلاطين المغول المسلمين خاصة العادلين منهم,كما أنجز أهم مكتبة جمعت بين الترجمات السنسكريتية والفارسية واحتوت على أهم المخطوطات المميزة بخطوطها وزخرفتها, واعتبر مكتبته هذه كنوزه الروحية وأهم ثرواته, احتوت على أكثر من 24 ألف كتاب, وأصبحت أعظم مكتبة في بلاده وبلاد الفرس وما بين النهرين, وترجم معظم أدبه إلى اللغة الفارسية, أشرف بنفسه على ترجمة ملحمة «المهابهارتا» الهندية، وأثنى على رايته الأدبية كل ملوك عصره الغربيين والشرقيين، الأعداء والأصدقاء لإحلاله السلام بين كل دول العالم خاصة في سعيه لإيقاف مذبحة المسلمين من قبل محكمة التفتيش الاسبانية، كذلك محاولته إيقاف المذابح بين المسيحيين في فرنسا. وشيد ضريحا بهندسة فائقة الدقة والعظمة للزاهد المتصوف «سليم الشستي» تقديرا لزهده وتقواه، والذي حج إلى مكة أربعين مرة
فلسفته
ــــــــــ مبادئ جلال الدين أكبر -كما وردت عند شارح فلسفته المسماة -الدين الإلهي- ستذكرنا للتو بالرسالة القشيرية وما فعله الإمام القشيري من تأصيل آراء الصوفية ومذاهبهم من خلال آيات القرآن الكريم والسنة النبوية.
وهذه مبادئ جلال الدين أكبر:
1-الجود والكرم.
2-العفو عن المسيء ودفع الغضب.
3- التعفف عن شهوات الدنيا.
4- التخلص من قيود عالم المكان والفساد، وادخار أسباب نعيم العالم الدائم الوجود.
5- رياضة العقل والتبصر في عواقب الأمور.
6- قوة تصريف العقل في طلب عاليات الأمور.
7-حلاوة الصوت ولين القول وطيب الكلام مع الناس أجمعين.
8- حسن معاشرة الإخوان، حيث تقدّم مرادهم على مرادك.
9-الإعراض عن الخلق بالكلية، والتوجّه بالكلية إلى الحق.
10-بذل الروح في الشوق إلى الحق وفي الوصول إلى حضرة الكريم.
وواضح أن هذه المبادئ لا تؤلف دينًا جديدًا، بل امتدادا طبيعيا التصوف السنيّ والطريقة القادرية التي تتخذ من الهند أرضا خصبا لها.
في تدينه
ـــــــــــ السياسة التي اتبعها السلطان جلال الدين أكبر، كانت مثار الاختلاف الشديد بين الناس في عصره وحتى يوم الناس هذا. ففريق المتزمّتين من السلفيين اتهمه بالانسلاخ عن الدين لأمور لم تنال أعجابهم ورضاهم وهو مالم يقره مجموع آخر من علماء أهل السنة المعاصرين وقالوا بأسلامه لآخر يوم في حياته، وفريق الأوروبيين من المبشرين والرّحالة الذين وفدوا على بلاطه توهموا فيه ظنونًا أملتها رغباتهم ومهماتهم التي يقومون بها، وفريق ثالث يتألف من أتباع الهندوكية والبوذية والبارسية والجينينية راحوا يصورون عقيدته بما يكفل لهم القرب عنده .
نشأ أكبر مسلما على دين أسلافه، وبعد أن تسلم الحكم ظل متمسكا بعقيدته الإسلامية، وهناك رأيان حول تدينه الأول ماتبناه فريق من المؤرخين والمستشرقين يلخصه ويل ديورانت ، "ان أكبر تأثر بالفلسفة التي كان يهواها ويمضي في سماع كتبها كثيرا من وقته، فنظر إلى المجتمع الذي يحكمه نظرة فلسفية، ورأى أن تنوع الأديان والمعتقدات يفت في عضد المجتمع ويقف حائلا بين تماسكه، فعمل على إنشاء دين جديد مزيج من كل ديانات الهند يؤمن بإله واحد يعبده الجميع ويختلف من طائفة إلى أخرى. اعترض كبار رجال الدين الإسلامي والمسيحي والهندوسي على هذه الأفكار، ونفى كثير من رجال الدين الإسلامي، و التف بضعة الاف من الهنود حول دينه الجديد طمعا في أن يكسبوا قدما لدى الدولة. كان يؤمن أكبر بتناسخ الأرواح ويظن أن كل الديانات بما فيها دينه الإسلام إنما هي وحي مزعوم. لكنه تودد إلى أهل الأديان جميعا فكان يظهر لابسا قميصا ومنطقة مقدسين تحت ثيابه كما يلبس الزرادشتيون، وكان يظهر واضعا ألوانا على رأسه مثلما يفعل الهندوس، وانصاع للجانتيين حين طلبوا اليه أن يمتنع عن الصيد وأن يحرم قتل الحيوان في أيام معلومة، ولما سمع عن الديانة الجديدة المسماة بالمسيحية، التي جاءت إلى الهند مع بعثة "جوا" البرتغالية، أرسل خطابا إلى هؤلاء المبشرين التابعين لمذهب بولس يدعوهم أن يبعثوا إليه باثنين من علمائهم، وحدث بعد ذلك أن قدم دلهي جماعة من الجزويت، وحببوه في المسيح حتى دعا مترجميه أن يترجموا له العهد الجديد، وأباح لهؤلاء الجزويت أن ينصروا إليهم من شاؤوا، بل عهد إليهم بتربية أحد أبنائه. وتزوج من نساء البراهمة والهندوس والمسلمين جميعا".
وهناك مجموعة أخرى من المؤرخين الأكاديميين تؤكد بأن أكبر عاش ومات مسلما ويلخصه عماد الدين خليل بقوله "ان جلال الدين أكبر كان رجل دولة بأمتياز وسياسي من الطراز الأول عاش ومات مسلما حنفيا ، واراد ان يتقرب للمزاج العام للشارع الهندي من خلال محاولة للتقريب بين الاديان والملل وجمع علماء الدين من شتى الاديان والمذاهب للجلوس معا على طاولة واحدة للحوار ، لا الانسلاخ من عقائدهم وتبرز هنا جدلية الدين والسياسة وعمق أكبر وعبقريته السياسة ، الا ان اعدائه كانوا حريصين على تشويه سمعته وانه ارتد عن الاسلام مما لا يرضاه المنطق و المؤرخ المحقق ، حسدا على تاريخ أكبر الزاخر ، وهو هنا يذكرنا بالخليفة المأمون العباسي ومجالسه الفكرية وجرأته في الطرح".
اسلامه
ـــــــــــ يقول عبد الرحمن بدوي الواضح أن "أعمال" جلال الدين أكبر لا تتنافى مع الاسلام في شيء، وقصارى أمرها أنها أمور تنظيمية فرعية لا تمسّ حقيقة الإسلام في شيء، ولا يمكن أبدًا أن يؤاخذ عليها مسلمٌ حتى في ذلك العهد، فضلاً عن أن يُكفّر بها! وإنما تدلّ على أن أفق أكبر الديني كان واسعًا يتجاوز الحدود الضيقة التي يتوهّم بعض المتزمتين ضرورة وضعها للإسلام. .
يقول عبد الحليم محمود الأمبراطور جلال الدين محمد ، يحرص على مبدأ أنه (لا اختلاف بيننا بسبب العقيدة )، ويقول بأنه مسلم حنفي يحترم كل الأديان ،فاستهجن المتشددين والسلفيين ما قاله ، وجعلوه ناقص دين ، وألبسوه لباس الردة ، وقالوا بأنه السبب في تنفذ الأنجليز في الهند ،و هو وراء انتشار المسيحية بها ، بالرغم من أنه حارب الأنجليز ، وبسط نفوذه كسلطان مسلم لأول مرة على كامل شبه جزيرة الدكن، قد تكون له عيوب وأخطاء ، إلا أنه من الوجهة السياسية لا يختلف عن باقي سلاطين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، ولكن تاريخه تعرض لعملية تزييف ممنهج من قبل مبغضيه وأذيالهم من المستشرقين وجاراهم في ذلك بعض المعاصرين بدون تحقيق ، والقصد منه ، تشويه سيرة هذا السلطان المسلم وتصويره بالمارق عن الدين ، ويجب أرجاع الأعتبار لهذا البطل المسلم المفترى عليه. .
زواجه 
ـــــــــ بدأت بدوافع سياسية، لكنها ما لبثت أن تحولت إلى قصة حب تتحاكها الأجيال علي مر العصور، إنها قصة الإمبراطور جلال الدين أكبر حاكم السلطنة المغولية في الهند والأميرة الهندوسية جودا باي إحدي أميرات الرجبوت.
وتبدأ القصة حينما تولي جلال الدين الأكبر الحكم عقب وفاة والده وهو فى سن الثالثة عشر عاما، فكان الحاكم الفعلي للبلاد وزيره ومربيه بيرم خان، حتي استطاع الامبراطور الشاب استلام الحكم فعليا، وما إن تولي مقاليد الحكم حتى لاحظ أن استقرار الأوضاع السياسية في بلاده بات مهددا لاسيما وأن أقلية السكان من المسلمين، في حين أن أغلبية شعب المملكة من الهندوس، والذين كان يحكمهم قبائل الرجبوت الهندوسية لسنوات طويلة، فعمل علي توطيد أواصر حكمه بالزواج من ابنة أحد زعماء الراجبوت، وهي جودا باي.
الزواج الذي بدأ لأغراض سياسية، وهى تقوية الصلات بين المسلمين والهندوس والتعاون بدلا من الاقتتال والتنازع على الحكم، أصبح نواة لتأسيس قصة حب، تناقلتها الأجيال وحفظها التاريخ، حيث فوجئ "جلال الدين" بأن زوجته تمتلك قدرا كبيرا من قوة الشخصية والحنكة السياسية، والذي ظهر في العديد من المواقف الفارقة، فضلا عن جمالها المميز.
ساهم نشوء هذه الرابطة، والتناغم بين الامبراطور وزوجته في التأثيرعلى الحالة السائدة لدي أوساط الشعب في المملكة حيث قام الامبراطور بإتخاذ اجراءات من شأنها إذابة الفوارق الاجتماعية بين طوائف شعبه، فقام بإسقاط الجزية عن كاهل الهندوس، وخفف من الضرائب الباهظة المفروضة عليهم، كما عين بعض زعمائهم في مناصب الدولة الكبرى، وقربهم إليه وضمهم إلى مجلسه وبلاطه.
الأمر الذي ترتب عليه توثيق الامبراطور لصلاته بالشعب، فشاع حبه وتقديره بين الرعية، وتحاكي الناس بقصة الحب التى أحدثت تحولا مشهودا في بعض سياسات الحكم المتبعة آنذاك، والذى لمسه الخاصة والعامة.
وفاته
ــــــــــ كانت فلسفته المسماة الدين الإلهي مصدر كراهية شديدة له في نفوس إخوانه في الإسلام، حتى لقد انتهى الأمر بهم مرة إلى شق عصا الطاعة علناً، وإثارة الأمير جهانكير على أبيه بحيث أخذ يدبر له المكائد ُخفْية؛ وكان مما أثار القلق في نفس الأمير أن أكبر قد ظل يحكم البلاد أربعين عاماً، وأن بنيته لم تزل من القوة بحيث لا أمل في موت قريب يصيبه؛ لهذا حشد جهانكير جيشاً من ثلاثين ألف فارس، وقتل "أبا الفضل" مؤرخ القصر وأحب الأصدقاء إلى نفس الملك، ثم أعلن نفسه إمبراطوراً؛ لكن أكبر حمل الأمير الشاب على التسليم، وعفا عنه بعد يوم واحد، غير أن خيانة الابن لأبيه عملت على قتل صديقه، وحطمت قوته النفسية، وتركته فريسة هينة للعدو الأعظم حتى لقد تنكر له أبناؤه في أواخر أيامه وبذلوا جهدهم كله في النزاع على العرش، ومات أكبر فلم يكن إلى جانبه إلا طائفة قليلة من أصدقائه المقربين- مات بمرض الديسنتاريا، أو مات مسموماً بتدبير جهانكير على اختلاف الآراء في ذلك،ويقول ديورانت "جاءه الشيوخ الدينيون إلى فراش الموت يحاولون أن يردوه إلى الإسلام، لكن محاولاتهم باءت بالفشل؛ وهكذا قضى الملك دون أن يجد من يصلي على روحه بين أنصار أية عقيدة أو مذهب" ، ويرجح مؤرخين أكاديميين ان أكبر مات مسلما حقيقيا ولا عبرة بكلام اعداءه والذي كان كل همهم تشويه سيرة هذا الحاكم المسلم التي ذاعت شهرته في الافاق وأوصى أن يدفن حسب المذهب الحنفي وأن يصلى عليه من قبل إمام حنفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

D-Mohmmed Jabbrya بقلم د. محمد جابريه 💗 سأجمع حقيبتي 💗 فاتنة انت   وكل ما فيك يثيرني حتى عندما تغضبين وح...