السبت، 2 يونيو 2018


ملحمة الجاسوسية الكبري 
////// 12 ///////
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

أمينة المفتي 
جاسوسة فوق العادة !
(( الحلقة الثانية عشرة ))  
بقلم 
أحمد عبد اللطيف النجار
كاتب عربي

سلسلة مقالاتي القصصية السردية عن الجاسوسية ليست سياسية ، بل هي تاريخية في المقام الأول ، قصدي منها توعية الشباب العربي حتي لا يقع فريسة سهلة لأعداء الوطن ، وقد استعنت بمصادري الرئيسية من جوجل وموسوعة المخابرات والعالم وغيرها من المصادر ،، دوري هو السرد المبسط بأسلوبي القصصي والتعليق ، حتي لا يدعي أحد من الجهلاء ( الصغار) أنني أسرق جهد غيري ،، فنحن أكبر من ذلك بكثير ولا نحتاج إليه!
وأرجو من أصحاب الجروبات المرتعشة الخائفين أن يتركوا الخوف جانباً وكفاناً دفناً لرؤوسنا في الرمال !!!! // الجروب المرتعش يمتنع عن النشر فوراً !! // 
&& تنبيه هام جدا جدا ......
حتي لا يدعي أحد الجهلاء أنني اسرق مجهود غيري ،،، مجموعة مقالاتي عن الجاسوسة أمينة المفتي مصدرها موسوعة المخابرات والعالم وكتاب فتاة من الشرق لمؤلف مجهول الاسم وكتاب جواسيس جدعون لمؤلفه العبقري الجرئ غوردون توماس وغيرها من المراجع علي الشبكة العنكبوتية .
وإلي كل الخونة والمنبطحين من الإخوان الفاشلين ، أقول لهم لا تسخروا من الجيش المصري العظيم وكل الجيوش العربية العظيمة ؛ جيوشنا تاج فوق رؤوسنا ؛ تحمي أرضنا وأعراضنا ، وذات يوم (( قريب جدا )) إن شاء الله سوف يثأر الجيش المصري العظيم من أعداء الوطن لأنهم خير أجناد الأرض كما أخبرنا بذلك رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قبل أن يشرق فجر 13/ 9 / 1975 انطلقت ثلاث سيارات إسعاف 
بداخلها قوات خاصة من المخابرات الفلسطينية ، تخترق شوارع بيروت في هدوء تام ، تتجه السيارة الأولي الي شارع الخرطوم ، حيث يقيم مارون الحايك ، وتتجه الثانية الي شارع أرواد عند سوق الطويلة ، حيث مانويل عساف ، أما السيارة الثالثة فكانت تقصد منطقة باب إدريس لاعتقال خديجة زهران .
في ذلك الوقت كانت لبنان كلها مشتعلة بالحرب الأهلية بين كل الطوائف ، الجميع يقتلون بعضهم بعض علي الهوية !
عندما وصلت السيارة لبيت خديجة زهران ، كانت هناك مفاجأة مذهلة بمجرد ان فتحت القوات الخاصة باب الشقة بهدوء وجدوا مارون عساف عارياً في فراش خديجة ، فقد وجد الرجال يحيطون به فجأة وهو علي الفراش عارياً تماماً كيوم ولدته أمه !
أما خديجة فكانت في الحمام تستحم ولم تنتبه لأي شيء ألا عندما جذبها الرجال من الحمام وستروها بشال أحدهم ، ساعتها انتهز مانويل الفرصة وحاول الهرب قفزاً من الشباك ، ووجدوه ميتاً أسفل العمارة عارياً تماماً !!
أما مارون الحايك فقد استسلم عاجزاً تماماً وهو يعلم مصيره المشئوم جزاء خيانته لوطنه !
تم اقتياد مارون وخديجة إلي كهف السعرانة للانضمام إلي شريكتهم في الخيانة أمينة المفتي .

أمينة ومارون وخديجة
في كهف السعرانة الرهيب تم تعليق مارون وخديجة في السقف كالذبيحة تماماً والكرابيج تنهال عليهما وصوت صراخهم يفزع أمينة بشكل كبير ، فتنكمش علي نفسها خوفاً ورعباً !
الأوامر كانت صارمة من العقيد أبو الهول ، عذبوهم بشد ة
وبلا هوادة أو رحمة لشل أرادتهما تماماً حتي يفصحا عن كل المعلومات التي أعطوها لأمونة الشعنونة وبالتفصيل الممل !
أما أمينة التي ذاب جسدها وأصبح شبحاً ، فقد أمر القائد أبو إياد بحرمانها من النوم نهائيا مع إعطائها قطرات قليلة من الماء حتي لا تموت ، وبذلك تتحطم معنوياتها كلياً وتبوح بكل الأسرار والمعلومات التي نقلتها للصهاينة ، حتي يتمكن الفلسطينيون من تعديل خططهم المستقبلية لعملياتهم الفدائية وتحليل نوايا العدو ومقاصده .
كان من المفيد جدا إعادة استجواب أمينة مرة ثانية بعد تحليل اعترافات مارون وخديجة ، وذلك للتحليل الدقيق والمقارنة بين أقوالها واعترافهم ، ذلك أن أمينة المفتي جاسوسة من نوع خاص جدا ، درست علم النفس وقرأت في فروع الفلسفة وتعلمت المحاورة الجيدة والجدال ، وكانت قراءاتها مزيج من الثقافات والاتجاهات ، فكان لابد من التعامل معها بطريقة خاصة جداً !
علي الفور بدأ محضر استجواب الخائنة خديجة زهران ....
ــ اسمك بالكامل وعمرك ؟
ــ خديجة عبد الله زهران 38 عام .
ــ جنسيتك ..؟
ــ أردنية الأصل وأحمل هوية لبنانية .. صاحبة محل لوار للملابس في بيروت .
ــ كيف تعرفت بأمينة المفتي ؟
ــ تعرفت عليها عندما جاءت لتبتاع ملابس لها ، ومن لهجتها عرفت أنها أردنية مثلي .
ــ كيف توطدت علاقتكما ؟
ــ كانت تزورني دائماً بالمحل وتحولنا إلي أصدقاء .
ــ هل تعرفت من خلالك بالمدعو مارون الحايك ؟
ــ لا ... بل بمانويل عساف هو الذي عرفها بمارون الحايك .
ــ وما سبب ذلك ..؟
ــ كانت بحاجة إلي تليفون بشقتها ، فطلبت من مانويل مساعدتها لأنه موظف بالمصلحة .
ــ هل كان مانويل عشيق لك وقتها ؟
ــ لا .. كانت زوجته زبونة لمحلي .. وكان يجئ معها أحيانا فتعرفت عليه .
ــ وكيف تطورت بينكما العلاقة إلي جنس ؟
ــ طلبت مني أمينة ذلك لإسكاته عنها .
ــ هل كنت علي علم بنشاط أمينة التجسسى منذ البداية ؟
ــ لا لم أكن أعرف .. ومانويل هو الذي أخبرني بذلك أثناء سكره .
ــ لماذا لم تبلغي السلطات الأمنية بالأمر ؟
ــ أردت استغلال أمينة مادياً لأنني كنت مدينة بمبلغ كبير للبنك .
ــ قالت أمينة انك مارست معها الجنس مرات كثيرة .
ــ لا .. لا هي التي جرتني لان افعل معها ذلك لتضمن سكوتي .
ــ كيف بدأت العمل معها في التجسس ؟
ــ شرحت لي طريقة التعرف بالنساء الفلسطينيات ومصادقتهن ، ومكثت معي بالمحل عدة أيام لتراقبني .
ــ كم زوجة فلسطينية تعرفا عليها ؟
ــ لست ادري .. ربما أكثر من أربعة عشر زوجة .
ــ كم ليرة حصلت عليها لقاء عملك ؟
ــ سبعة آلاف أو ثمانية .
ــ هل تعرفين أبو ناصر ؟
ــ أعرف زوجته سندس ولم أره أبداً .
ــ كيف نشأت علاقة أمينة به ؟
ــ جلبت لها رقم تليفونه في صيدا من زوجته .
ــ ولماذا رغبت أمينة في التعرف عليه ؟
ــ لان زوجته أخبرتني الكثير عن بطولاته وعملياته الفدائية في الجنوب ، واهتمت أمينة بمصادقته .
ــ متي أخبرتك أمينة بأن أبو ناصر ضالع معها في التجسس ؟
ــ لم تخبرني عن ذلك ، وإنما أكدت لي بأن الضابط الفلسطيني وطني أكثر من اللازم .
ــ هل صدقتها ؟
ــ نعم فقد كانت تكرهه بشدة ، وتطلب مني دائماً استدراج زوجته للحديث عنه لمعرفة أخباره .
انتهت أقوال خديجة زهران ، حيث أدلت باعترافات كاملة عن علاقتها بزوجات الضباط الفلسطينيين .
أما مارون الحايك فقد اعترف بكل شئ بالتفصيل دون ضغط أو إكراه ، وعثر في بيته علي قائمة طويلة تحوي الأرقام السرية لقادة منظمة التحرير الفلسطينية ، بالإضافة إلي ملف كبير يحتوي علي خلاصة تجسسه علي مكالماتهم .
انتهي التحقيق مع خديجة زهران ومارون الحايك وتم تسليمهما للسلطات اللبنانية لمحاكمتهم .
أم أمينة المفتي فقد امتنع الفلسطينيين عن تسليمها نهائيا للسلطات اللبنانية ، وقرروا لها مصير آخر وحتمي لمن خانت دينها ووطنها وعروبتها وتسببت في مقتل المئات من المجاهدين العرب الشرفاء .

أمينة تتجرع الموت البطئ !
هاهي أمون الشعنونة تتجرع الموت البطئ داخل كهف السعرانة 
الرهيب ، مقيدة بالسلاسل الحديدة الثقيلة في حوائط الكهف وملقاة كحشرة عفنة لا قيمة لها ، تلعنها أرواح الشهداء الأبرار في كل مكان !
إنها أمينة المفتي من أصول شركسية غير عربية ، شربت الكراهية منذ نعومة إظفارها للفلسطينيين ، فقد كبرت ووعيت ما حولها وهي تري عمها خادماً في البلاط الملكي الأردني ، ونمت بذور الخيانة وترعرعت في دمها الأزرق ؛ فكانت تهدي إسرائيل أسرار كبري عن مخازن الأسلحة الخاصة بالمقاومة في جنوب لبنان وتسببت لهم في خسائر فادحة في الأرواح ومخازن السلاح الفلسطيني !
لقد فعلت ذلك بقلب ميت ودون أن يهتز لها جفن !!
ونسيت أهلها وهربت منهم إلي إسرائيل بعد أن جلبت لهم العار الأبدي !!
ورغم اعترافاتها التفصيلية للمخابرات الفلسطينية رصد ؛ فقد أخفت عنهم الكثير أيضاً ، فقد كانت هي التي أبلغت الموساد بوجود جورج حبش علي طائرة الخطوط الجوية اللبنانية ، فاختطفتها إسرائيل وأجبرت قائدها علي الهبوط في مطار تل أبيب يوم 10 / 8 / 1973 ومن حسن الطالع أن القائد جورج حبش لم يركب الطائرة لتعرضه لأزمة قلبية مفاجأة !

الموساد في ذهول ! 
بمجرد أن نشرت الصحف اللبنانية خبر القبض علي أمينة المفتي وأعضاء شبكتها التجسسية ؛ أصيب الموساد بالذعر الشديد ، ليس خوفاً علي أمينة فقط ، وإنما خوفاً علي باقي الجواسيس الطلقاء بحرية في جميع أنحاء لبنان وكل الدول العربية !
هؤلاء الجواسيس الجبناء سوف يصيبهم ذعر شديد أن يكون مصيرهم مثل الخائنة أمينة المفتي !
ومعني أن يخاف الجاسوس هو أن يتهاوى سريعاً ، ويسقط سريعاً أيضاً !
لذلك قرر الموساد وضع خطة فورية سريعة لاختطاف أمينة من الفلسطينيين وإنقاذها بأي شكل وبأي خسائر محتملة !
وقد رأي الزعيم الراحل ياسر عرفات الإبقاء علي أمينة في كهف السعرانة جنوبي لبنان لأنه هو المكان الأكثر أماناً للحفاظ علي الجاسوسة حية ، ولا تستطيع يد الموساد أن تصل إليه بأي شكل من الأشكال !
ورفض الزعيم كذلك رغبة رئيس مخابراته علي حسن سلامة في إعدام الجاسوسة أمينة المفتي بصورة علنية حتي يصيب الرعب باقي الجواسيس الطلقاء في كل مكان من الوطن العربي كله !
طبعاً أبو عمار رجل سياسي وحكيم ينظر للأمور نظرة مستقبلية ولا يتعجل قطف الثمار قبل نضجها !
حياة الجاسوسة الحقيرة لا تساوي عنده أي شئ !
لكن حياة الأسرى السجناء في سجون الصهاينة تساوي عنده كل شئ !
هو يدرك جيداً أن إسرائيل سوف تساومه علي أمونة الشعنونة وتعرض بضاعتها عليه من الأسري الفلسطينيين الإبطال في سجونهم الملعونة !
وهو كذلك لديه بضاعته الثمينة التي يلهث ورائها الموساد كما تلهث الكلاب وراء جيفة قذرة نتنة !
كان ذلك هو تفكير الزعيم العظيم ياسر عرفات ، لذلك رفض نهائياً التسرع في إعدام الجاسوسة وأمر باستمرار حبسها في كهف 
السعرانة لأجل غير مسمي ، وحتي يبدأ المزاد الصهيوني لإنقاذ عميلتهم الخائنة بأي ثمن !

رقصة الحية الرقطاء الأخيرة !
شئ أغرب من الخيال !!
إنها الحية الناعمة كادت أن تنجح في الهروب من كهف السعرانة !
كيف حدث ذلك ؟!!
الحكاية باختصار أنها نجحت في إغواء واحد من حراسها ؛ فوقع في حبها !!
أمعقول هذا ؟!
هذا ما حدث بالفعل ، فقد بثت غرامها وهيامها بالحارس الأبله الساذج وصدقها ، بل ووعدته أن تأخذه معها إلي أرض الميعاد إسرائيل ، يعيش معها هناك في سعادة ونعيم مقيم !
أوشكت خطة أمونة الشعنونة أن تنجح بالفعل لولا أن ذلك الحارس الخائن أباح بسره لأحد زملاؤه !
علي الفور ابلغ ذلك الزميل الوطني رؤسائه بما عرف !
تمت مراقبة الحارس العاشق جيداً حتي امسكوه متلبساً بإدخال سترة عسكرية جديدة وكاملة كي ترتديها أمينة المفتي ويهربان معاً !
طبعاً كان عقابه الفوري زخات كثيفة من رشاش اتوماتيكي ، مات الخائن وفشلت الأفعى في رقصتها الأخيرة !
ـــــــــــــــــــ نكتفي بهذا القدر من قصة أمونة الشعنونة ــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

&&& غداً إن شاء الله 
(((((((( الحلقة قبل الأخير ة ))))))))))))))
&&& إلي اللقاء ......
أحمد عبد اللطيف النجار 
كاتب عربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

D-Mohmmed Jabbrya بقلم د. محمد جابريه 💗 سأجمع حقيبتي 💗 فاتنة انت   وكل ما فيك يثيرني حتى عندما تغضبين وح...