هناك كانت طيور الحمام
على الأغصان تغرد
لا تبالي لشئ بالآفاق تحلق
حرة أجنحتها لا تُكَبلها قيود
لا يعترض سماءها ضباب
لا يعترض ارضها سدود
تحط على كل غصن وشجرة
وقتما تشاء وحيثما تشاء وأينما تشاء
تعشق العلا تمطي صهوة العلياء
لا تحمل هم رزق تغدو خماصا وتعود بطانا
تؤمن أن رزقها محفوظ بيدي رب السماء
عابدة ..حامدة ..شاكرة في السراء والضراء
وفي غفلة الليل اجتاح الدجى خيّم الظلام
استوحش
وداهمت المكان طيور الغربان تتنتزع أعشاشها
وتعشش
هنا سكون...صمت مُوحش ..صخور صماء
جدران خرساء ..جف في الحلق الماء
وطيور الحمام الحزينة عيونها ترتقب
بعد ان رفضت المساومة في اغتصاب أوكارها
سُلبت حريتها شُلت أجنحتها عن المقاومة
تجمعت أسراباً قَبَلت تراباً.. حملت بقايا عدة
وعتاد وحفنة تراب .
ويضحك الغراب وتتعالى الضحكات بسخرية
وجنون
والوجوه واجمة والعيون أغرقها السكون
الطيور الحزينة تغادر ابواب المدينة
تُوصَد الأبواب
والطيور الحزينة ترسو على ميناء
لا تملك سوى الذكريات
الطيور الحزينة تنادي تستغيث ..أُذُن صماء
لا تسمع نداء
الطيور الحزينة تلتمس الرجاء من يعيدها
من يتحدث بلسانها جميع الألسنة خرساء
لم تعد تحلق الطيور عيونها باتت غريبة
أجنحتها مهزومة كئيبة
أعشاشها غريبة..سماءها غريبة
ضاق عليها الفضاء بما رحب
تشابه لديها الكون شرقا وغرب
أبعد مدى لدي ناظريها وقوفاً على الشرفات
تعيد الذكريات تحتل عيونها العبرات
تتأمل في كل صباح قرص الشمس
تحلم أن يتحقق حلم اليوم والغد والأمس
أن يعود النهر لمجراه ويعود الزهر لشذاه
والفجر لضياه والقمر لسناه
وتسأل منى يعود كل شيء لمرماه
متى تعود الأوطان وتندحر الغربان
يثور البركان ويحتاج الطوفان قصور الطغيان
متى طيور الحمام الحزينة تشعر بالأمان
..بقلم غادة شاهين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق