كلام جرايد : _
تتراكم الأيام يوماً بعد يوم فى سلة الماضى . بعد قرار ترامب بالإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والبدء فى نقل السفارة الأمريكية إليها . وخلال هذه الفترة انهالت علينا عبارات الشجب والإدانة والاحتجاج والإستنكار . وسرعان ما انتهت هذه الموجة من ردود الأفعال لتبدأ بعدها موجة أخرى لردود الأفعال ( من باب التنوع ) . راحت على أثرها أقلام الكتاب تذكرنا . بماهى القدس . وما تاريخها الإنشائي . وما تاريخها الدينى . ومن احتلها . ومن حررها . ومن فتحها . ومن قفلها ......... الى آخرة من معلومات لسنا بصددها اليوم . وكأن القدس سلعة معروضة للبيع فى مزاد علنى وراح مقيموا المزاد يروجون لها . وهم فى الحقيقة لا يروجون لبيعها بذكر محاسنها . بل هو ذكر لمحاسن موتانا ....
تلت هذه الحفلة الرخيصة . ازدحام الفضائيات بضيوف سهرات التسلية السياسىية أمام أعين المشاهدين فى ساعات الليل المتأخرة . والذين راحوا يتلذذون بتلك المداعبات القذرة على أسماعهم . عسى أن يغلبهم النعاس بعد بلوغهم ذروة التثقف . لينصرف بعدها الضيف الى بيته حاملاً أدواته . ليتطهر مما ارتكبه فى حق النخوة والانتماء باحثاً فى غده عن سهرة أخرى يكون قبلها قد شحذ همته وأعاد ترتيب الثلاث ورقات من جديد . حتى أن أحد هؤلاء الخبراء فى إحدى الفضائيات جاء ومعه دولاراً أمريكياً ليشرح للمشاهدين كيف أن المخطط التوسعى للكيان الصهيونى مطبوع على أحد وجهى الدولار متمثلاً فى الهرم وعين حورس ...... الخ . أفادكم الله وسدد خطاكم وحرر القدس على أيديكم ...
خطت مصر أولى خطواتها الدبلوماسية فى هذا الشأن . إذ تقدمت الى مجلس الأمن بمشروع يهدف إلى إبطال أى قرار أحادى يمس السيادة الفلسطينية على القدس . ورغم التصويت عليه بالموافقة من أربعة عشر دولة .إلا أن أمريكا كعادتها استخدمت حق الفيتو فأعادت الأمور الى حيث بدأت . أحيل الأمر بعدها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة عله يجد عندها الخبر اليقين . وبالفعل جاء التصويت بأغلبية ساحقة لصالح القضية الفلسطينية فيما امتنعت بعض الدول عن التصويت . وسط كل هذا السجال السياسى وبين الكر والفر . وصولاً إلى أروقة الأمم المتحدة . ما زال الجمل العربى يتمخط ليلد لنا قمة عربية بناءاً على توصيات مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذى نادى بقمة ( عاجلة طارئة ) .......... تقرير لها أن تعقد بعد شهرين .................... فماذا لو لم تكن عاجلة طارئة ؟ وليبقى السؤال : وماذا بعد ؟
وبمرور ما يقرب من ثلاثة اسابيع تقريباً على قرار ترامب .. هدأت حدة الغضب الشعبى فى العواصم العربية .. وتوقفت الأقلام انشغالاً بموضوعات أخرى . واختفى قليلاً بعض زوار الفضائيات بعد أن نفذ رصيدهم وتكررت أقوالهم . لتبقى القدس تئن كيوم طعنها ترامب . وفى هذا السياق أقول : _
يحكى أن رجلاً طائشاً أرعناً . استغل شيخوخة حيوان ( سأعتبره أسد ) واستغل أيضاً انشغاله بخلافاته مع جيرانه وبما يدور من حوله . وغافله وقام بربطه من عنقه فى جدار . وراح الرجل يرقب الأسد كل حين . ففى اليوم الأول هاج الأسد وماج وأرغى وأزبد محاولاً فك رباطه والشرر يتطاير من عينيه . وفى اليوم التالى لم تكن ثورة الأسد على رباطه كما كانت بالأمس . وبعد أيام قليلات جاء الأرعن يلقى نظرة على الأسد فوجده نائما مستسلماً لرباطه . بل كان ينتظر فى سكينة وذل ما قد يجود به هذا الأرعن من طعام يقدمه له . ليأكل الأسد وليقضى حاجته مرغماً فى نفس المكان . وقد يكون فى نفس الأناء . راضٍ بمساحة الحرية التى منحها له هذا الأرعن والمتمثلة فى طول حبله . حتى أصبح كل أمل الأسد أن يمن عليه سجانه بمتر أو مترين إضافيين فى الحبل الذى ربطه به .
يا سادة : رحم الله الصحفى الجليل هيكل حيث قال : إن تفاوضت سياسياً على أمر فلن تحصل منه إلا على قدر قوتك ...
وأنا عفواً أقول : كلمة المفاوض محمولة على أسنة رماح دولته . محمولةً على دانة مدفعها . تسقط حيث تسقط الدانة . وتحدث من التأثير ما يحدثه انفجارها ...
فإذا كانت إسرائيل تتبنى مبدءاً وجودياً حيث تقول : حدودى حيث يقف جنودى .... فلا أقل من أن تكون حدودنا فى كيف يقف جنودنا.
مضطر فاسمحولى أن أذكركم ببعض أبيات من قصيدة فلسطين التى تغنى بها الموسيقار محمد عبد الوهاب ...
أخى جاوز الظالمون المدى ...... فحق الجهاد وحق الفدا .
أنتركهم يغصبون العروبة ......... مجد الأبوة والسؤددا .
وليسوا بغير صليل السيوف .... يجيبون صوتاً لنا أو صدى .
فجرد حسامك من غمده ......... فليس له بعد أن يغمدا.
عسى أن نجرد السيوف من أغمادها . ونفك رباط الأسد .. ليرث أبناؤها قدساً عربية بدلاً من أن نتحاكى أمامهم عن تاريخ قدسٍ .... كانت عربية ...
بقلم رؤوف جنبدى
تتراكم الأيام يوماً بعد يوم فى سلة الماضى . بعد قرار ترامب بالإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والبدء فى نقل السفارة الأمريكية إليها . وخلال هذه الفترة انهالت علينا عبارات الشجب والإدانة والاحتجاج والإستنكار . وسرعان ما انتهت هذه الموجة من ردود الأفعال لتبدأ بعدها موجة أخرى لردود الأفعال ( من باب التنوع ) . راحت على أثرها أقلام الكتاب تذكرنا . بماهى القدس . وما تاريخها الإنشائي . وما تاريخها الدينى . ومن احتلها . ومن حررها . ومن فتحها . ومن قفلها ......... الى آخرة من معلومات لسنا بصددها اليوم . وكأن القدس سلعة معروضة للبيع فى مزاد علنى وراح مقيموا المزاد يروجون لها . وهم فى الحقيقة لا يروجون لبيعها بذكر محاسنها . بل هو ذكر لمحاسن موتانا ....
تلت هذه الحفلة الرخيصة . ازدحام الفضائيات بضيوف سهرات التسلية السياسىية أمام أعين المشاهدين فى ساعات الليل المتأخرة . والذين راحوا يتلذذون بتلك المداعبات القذرة على أسماعهم . عسى أن يغلبهم النعاس بعد بلوغهم ذروة التثقف . لينصرف بعدها الضيف الى بيته حاملاً أدواته . ليتطهر مما ارتكبه فى حق النخوة والانتماء باحثاً فى غده عن سهرة أخرى يكون قبلها قد شحذ همته وأعاد ترتيب الثلاث ورقات من جديد . حتى أن أحد هؤلاء الخبراء فى إحدى الفضائيات جاء ومعه دولاراً أمريكياً ليشرح للمشاهدين كيف أن المخطط التوسعى للكيان الصهيونى مطبوع على أحد وجهى الدولار متمثلاً فى الهرم وعين حورس ...... الخ . أفادكم الله وسدد خطاكم وحرر القدس على أيديكم ...
خطت مصر أولى خطواتها الدبلوماسية فى هذا الشأن . إذ تقدمت الى مجلس الأمن بمشروع يهدف إلى إبطال أى قرار أحادى يمس السيادة الفلسطينية على القدس . ورغم التصويت عليه بالموافقة من أربعة عشر دولة .إلا أن أمريكا كعادتها استخدمت حق الفيتو فأعادت الأمور الى حيث بدأت . أحيل الأمر بعدها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة عله يجد عندها الخبر اليقين . وبالفعل جاء التصويت بأغلبية ساحقة لصالح القضية الفلسطينية فيما امتنعت بعض الدول عن التصويت . وسط كل هذا السجال السياسى وبين الكر والفر . وصولاً إلى أروقة الأمم المتحدة . ما زال الجمل العربى يتمخط ليلد لنا قمة عربية بناءاً على توصيات مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذى نادى بقمة ( عاجلة طارئة ) .......... تقرير لها أن تعقد بعد شهرين .................... فماذا لو لم تكن عاجلة طارئة ؟ وليبقى السؤال : وماذا بعد ؟
وبمرور ما يقرب من ثلاثة اسابيع تقريباً على قرار ترامب .. هدأت حدة الغضب الشعبى فى العواصم العربية .. وتوقفت الأقلام انشغالاً بموضوعات أخرى . واختفى قليلاً بعض زوار الفضائيات بعد أن نفذ رصيدهم وتكررت أقوالهم . لتبقى القدس تئن كيوم طعنها ترامب . وفى هذا السياق أقول : _
يحكى أن رجلاً طائشاً أرعناً . استغل شيخوخة حيوان ( سأعتبره أسد ) واستغل أيضاً انشغاله بخلافاته مع جيرانه وبما يدور من حوله . وغافله وقام بربطه من عنقه فى جدار . وراح الرجل يرقب الأسد كل حين . ففى اليوم الأول هاج الأسد وماج وأرغى وأزبد محاولاً فك رباطه والشرر يتطاير من عينيه . وفى اليوم التالى لم تكن ثورة الأسد على رباطه كما كانت بالأمس . وبعد أيام قليلات جاء الأرعن يلقى نظرة على الأسد فوجده نائما مستسلماً لرباطه . بل كان ينتظر فى سكينة وذل ما قد يجود به هذا الأرعن من طعام يقدمه له . ليأكل الأسد وليقضى حاجته مرغماً فى نفس المكان . وقد يكون فى نفس الأناء . راضٍ بمساحة الحرية التى منحها له هذا الأرعن والمتمثلة فى طول حبله . حتى أصبح كل أمل الأسد أن يمن عليه سجانه بمتر أو مترين إضافيين فى الحبل الذى ربطه به .
يا سادة : رحم الله الصحفى الجليل هيكل حيث قال : إن تفاوضت سياسياً على أمر فلن تحصل منه إلا على قدر قوتك ...
وأنا عفواً أقول : كلمة المفاوض محمولة على أسنة رماح دولته . محمولةً على دانة مدفعها . تسقط حيث تسقط الدانة . وتحدث من التأثير ما يحدثه انفجارها ...
فإذا كانت إسرائيل تتبنى مبدءاً وجودياً حيث تقول : حدودى حيث يقف جنودى .... فلا أقل من أن تكون حدودنا فى كيف يقف جنودنا.
مضطر فاسمحولى أن أذكركم ببعض أبيات من قصيدة فلسطين التى تغنى بها الموسيقار محمد عبد الوهاب ...
أخى جاوز الظالمون المدى ...... فحق الجهاد وحق الفدا .
أنتركهم يغصبون العروبة ......... مجد الأبوة والسؤددا .
وليسوا بغير صليل السيوف .... يجيبون صوتاً لنا أو صدى .
فجرد حسامك من غمده ......... فليس له بعد أن يغمدا.
عسى أن نجرد السيوف من أغمادها . ونفك رباط الأسد .. ليرث أبناؤها قدساً عربية بدلاً من أن نتحاكى أمامهم عن تاريخ قدسٍ .... كانت عربية ...
بقلم رؤوف جنبدى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق