السبت، 26 مايو 2018




" اليوم حجر .. وغدًا بندقية " ؟؟!!
قصة قصيرة 
بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )
====================
( أخر ما جادت به قريحة الكاتب ؛ ولم يسبق نشر النص من قبل ) 
إهداء خاص :
إلى روح كل الشهداء الأطفال في " مسيرة العودة وكسر الحصار عن غزة " - التي جرت أحداثها قبل وبعد تاريخ 14/5/2018م .. وما زالت .. 
رحمهم الله ورحم جميع الشهداء رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته ... اللهم آمين ...

مقدمة :
أحداث النص وشخصية بطله حقيقية حدثت على أرض الواقع في غزة الحبيبة الغالية ... وليس من فضل للكاتب على النص .. اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب ..
( الكاتب ) 
---------------------------------------------

" اليوم حجر .. وغدا بندقية " ؟؟!!
... ولم العجب يا سيدي ؟؟!! .. ما العجب في أن أقوم بمشاركة الجميع في " مسيرة العودة وكسر الحصار " ؟؟!! .. ألأنني لا زلت في دور الرضاعة وطور الطفولة المبكرة ؟؟!! .
هل أترك الجميع يشاركون في المسيرة والاحتفالية وأجلس بعيداً وحيداً لا أشارك الجميع ؟؟!! .. بالمطلق لا ولن أفعل ذلك .
سأواجه رصاص العدو بصدري العاري .. سأواجه جبروت وغطرسة العدو وأنا أعزل سوى من إيماني بعدالة قضيتي وحبي لوطني الذي أحمله في قلبي .. ولا أملك سوى هذا الحجر الذي أحمله في يدي وأستمد منه القوة والعزة والكرامة .
.. مع كل رشفة لبن من " رضاعتي " هذه ؛ سوف أقذف جنود العدو بحجر .. فمن تناولي غذائي أستمد قوة من أجل قذف المزيد والمزيد من الحجارة نحو جنود العدو .. لأنني ما زلت طفلاً غضًا فأنا لا أقوى على حمل البندقية .. ولكني أقوى على حمل الحجر جنباً إلى جنب مع حملي " رضاعتي " .. فمن " رضاعتي " أستمد قوة جسدي .. ومن حجري أستمد قوى عقيدتي وإيماني بعدالة قضيتي وحقي في المشاركة والعودة ...  
فأنا لا أقوى سوى على حمل الحجر وإلقائه نحو جنود العدو .. ولكن :
" اليوم حجر ... وغداً بندقية " ؟؟!!
.. ها أنا أحمل غذاء جسدي بيد .. وأحمل غذاء روحي باليد الأخرى .. وإن عدمت وجود الحجر .. فسوف أقذف بـ " الرضاعة " خاصتي نحو جنود العدو ..
فمن زجاجة الغذاء التي أحملها وأرتشف منها رشفات الحياة .. أستمد القوة الجسدية للتهيئة للمرحلة التالية ... فمن المؤكد بأنني لن أكتفى بالمطلق بالحجر الذي هو سلاح المرحلة الطفولية فمن الحجر الذي أحمله أستمد القوة الروحية والنفسية .. ويمدني بقوة الإيمان بعدالة قضيتي وقضية وطني .. وعدالة مطلبي بحق العودة إلى وطني الحبيب الغالي .
لا تعجب يا سيدي أن تراني أقف عارياً .. فقد جردني عدوى من كل مقومات الحياة واستولى على غذائي ودوائي وردائي ..
لقد جردني من كل شيء ؛ ولكنه لم يستطع أن يجردني من إيماني بعدالة قضيتي ومطلبي بحق العودة ..
فعندما يشتد ساعدي .. ويقوى عضدي .. وتكتمل عافيتي وقوتي .. في القريب العاجل .. سوف أستبدل الحجر بالبندقية ... فقانون المرحلة يستدعي ذلك ...
" فاليوم حجر .. وغدًا بندقية " ؟؟!!

... فلم العجب يا سيدي ؟؟!! .. ما العجب في أن أقوم بمشاركة الجميع في " مسيرة العودة وكسر الحصار " ؟؟!! .. ألأنني لا زلت في دور الرضاعة وطور الطفولة المبكرة ؟؟!! .
هل أترك الجميع يشاركون في المسيرة والاحتفالية وأجلس بعيداً وحيداً لا أشارك الجميع ؟؟!! .. بالمطلق لا ولن أفعل ذلك .
سأواجه رصاص العدو بصدري العاري .. سأواجه جبروت وغطرسة العدو وأنا أعزل سوى من إيماني بعدالة قضيتي وحبي لوطني الذي أحمله في قلبي .. ولا أملك سوى هذا الحجر الذي أحمله في يدي وأستمد منه القوة والعزة والكرامة .........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

D-Mohmmed Jabbrya بقلم د. محمد جابريه 💗 سأجمع حقيبتي 💗 فاتنة انت   وكل ما فيك يثيرني حتى عندما تغضبين وح...