الفلسطينيون ، ومعاناتهم الجديدة بمصر ...!! بقلم /حامد أبوعمرة
من القضايا الخطيرة ،والتي بكل أسف لم تحظى بمكانتها عبر الأعلام بل ، كنت أتوقع أن يتحول صداها لقضية رأي عام لكن ،من الغريب أنه لم يتطرق إليها أحد لا من قريب أو بعيد سواء على المستوى الاعلامي الفلسطيني المحلي أو على الصعيد العربي ، هي تلك المجزرة البشعة التي ارتكبت بحق الفلسطينيين المقيمين بمصر ،عندما تفرض إدارة الجوازات والهجرة للأجانب على الفلسطينيين مبالغ طائلة مقابل الحفاظ على إقامتهم بالبلاد أي بمصر، التي منهم الكثير قد ولد على ارضها، وحتى تتضح ملامح الصورة على كل نفس فلسطينية وأقول نفس أي طفل أو شاب أو شيخ أو امرأة أو عجوز عليهم دفع مبلغ يقارب 1250 جنيه مصري سنويا للفرد الواحد ، مقابل حصوله على الإقامة وفي حال التخلف على الإقامة هناك أيضا عقوبات مالية طائلة تلاحقهم ، بعد إن كانت الإقامة تجدد ب90جنيه للفرد، وكانت ثلاثية أي كل ثلاث سنوات تحولت منذ فترة قريبة الى 600جنيه ،وبعدها بأشهر قليلة تم إرساء مزاد الغلو في السعر الى مبلغ 1200جنيه لكل نفس تسكن بمصر وبشرط تجدد الاقامة سنويا ،ويشمل ذلك أيضا الطلاب الفلسطينيين الذين يدرسون بمصر ،ولا أعلم ما السر إزاء تلك المعاملة الغريبة ،والعجيبة... نحن دائما نتوسم في الاخوة أصحاب القرار بمصر ،نتوسم فيه الخير كل الخير ومد يد العون والتيسير على الفلسطينيين وخاصة أن موقف الاخوة بمصر ثابت منذ بداية التاريخ ،فنحن تربطنا رابطة العروبة، والتاريخ المشترك ،والمجاورة في الأراض، وكذلك النسب ..فما هكذا تورد الإبل ياسادة ...!! ثم ما الذي تغير لأحوال الفلسطينيين بمصر حتى يعاملوا مثل تلك المعاملة القاسية ،والصعبة هل فتحوا مغارة علي بابا ،وحصلوا على الكنوز بداخلها ، أم أنهم سرقوا مصباح علاء الدين أم وجدوا جبلا من الذهب ،أم ماذا بالضبط ...؟!! رغم مرارة العيش وقساوتها والتي يحياها إخواننا المصريين بمصر ، إلا أن الفلسطينيين هناك يعانوا أشد المرين فحياتهم لا توصف أما يكفي مرارة منعهم من العمل بأي وظيفة داخل أي مؤسسة حكومية بمصر ، أما يكفي أن الفلسطينيين بمصر ممنوعين من التملك ،والتعليم بالجامعات بالإسترليني أي بالعملة الصعبة على غرار أنه يعامل معاملة الأجانب ويكفي أي الفلسطيني انه يحمل وثيقة سفر عنوانها للاجئين الفلسطينيين، بدلا من التسهيل على معيشتهم، ويكفي الغربة والهجر عن الوطن ،وبدلا من الموافقة على تجنيسهم بالجنسية المصرية هناك حتى يتمكنوا من العيش بكرامة إلا أن الأمور تزداد تعقيدا ، أتمنى على الاخوة أصحاب السيادة والقرار إعادة النظر في اتخاذ مثل تلك القرارات الجائرة التي ما عهدناها أبدا ..وعلى السلطة الفلسطينية المتمثلة في وزارة الخارجية التحرك الفوري والعاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بالتنسيق مع الاخوة بمصر لرفع المعاناة عن أبناء شعبنا الفلسطيني هناك ،وإلا هي دعوى جديدة لترحيل الفلسطينيين من مصر ، أو دعوى لهجرتهم من جديد وتكرار مأساة النزوح عام 67 ، سواء بالعودة لقطاع غزة المحاصر والذي يكفيه ما فيه من معاناة ومن فقر ومن مآسي ،أو بهجرتهم للخارج ولا أعلم اتمنى أن يخيب ظني حيث أني أشمم روائح صفقة القرن التي تكاد تزكم أنوفنا تلوح في الأفق خاصة الاتفاق على رفع معاناة الفلسطينيين بالسعودية كذلك ودول الخليج وغيرها حيث تفرض عليهم إجراءات غاية في التعقيد ،عموما على الفلسطينيين الذين يسكنون بمصر حال عدم أي تغيير بخصوص الوضع الراهن عليهم الرحيل الى قطاع غزة ،حيث أهلهم وذويهم ،نسأل الله سبحانه أن يخفف عنا ويلاتنا كمسلمين وأن نكون اخوة متحابين فكم اشتقنا جميعا للعودة لبلاد العُرب أوطاني .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق