الشاعرة / عزة مباركى (المنستير عاصمة ثقافة تونس )
حديث كفن
دعني أرقص على دقّ الوجع
علني أشفى
علّها الأحزان تغادرني
إن سقطتُ مغشيا عليْ
لا تنفث فيَّ أنفاسك
هواؤكم أرهق رئتيْ
دعني أمازج التراب
أخذني الشوق إليه
طالت سفرتي العقيمة
تحلّلت نِعالي
و لم أجد أثرا لخطايْ
فقدتُ راحلتي
و لم تنته رحلتي بعد
مادت تحت أقدامي
خرائط السبيل
ثَقُلت جراحي
انتحرت قِوايْ
هناك …
بعمق الصوت
أسمعه
قبر حزين
يُعلّقني لحنا
على فوْهة نايْ
و حُضن في الأرض
تفتَّح
تعاليْ
تعاليْ
تعاليْ اليْ
شمسك يا بلدي مُحرقةُ
ألهبتْ جسدي الظمآن
من سمائك تدلّت صور أحبَّتي
لُعبِي
شجرة التوت بالحيّ القديم
مقبرة القرية
مؤدّب الصبيان
أراها عناقيد من الصور ذكرايْ
أرى رفاقا
و أهلين يحملوني بترفّقٍ
و تراني أشفق عليهم
يا صحبتي
ما كان القبر آخر عنوان لرسائلي
و لا كانت أرضكم مثوايْ
أتركوني عروسا يزفني اللهيب إليكم
يذْروني بوجه الريح ربيعا
و خُذوا بالعدل كلّي و أنايْ
……
عزه مباركي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق