الثلاثاء، 10 أبريل 2018


_كَبـــــــــوةُ العُمـــــر !:
(القريب البعيد)
_بعد أن تبتعِد عن المنبعِ بأميالٍ كثيرةٍ،وتُحِسَّ بطعمِ المِياه يتغيَّر وكثافتها تتضاعف بخياشِيمِك،ستدرك أخيراً أن ماكنت تخطِّط له منذ زمنٍ لم يكن الحُلمَ الأمثَل،وأنَّ النزولَ للعيشِ بأسفل النَّهر ليس بالتأكيدِ هو الجنَّة التي كنت تحلم بالعيش فيها.
كيف إستطعت أن تستبدل ماتملك بما لاتعرف أي شيء عنه بكل هذه البساطة؟!،لايمكن لهذا بأن يكون طيبةً حتماً.
هاأنت ذا بالكاد في منتصف الطَّريق وقد بدأت تلحَظُ الفرق،كلُّ شيءٍ يسيرُ نحو الأسوأ حتى النباتات على الضفتين تغيرت،لم ترى نباتات بأشواك طيلة حياتك مما يعني بأن الحياة هنا أصعب،التيَّار شديدٌ هنا ولايمكنكَ السِّباحة عكسه للعودة من حيث أتيت،الصخورٌ كثيرةٌ وبأحجامٍ مَهولةٍ في دربك،عليك أن تكون حذراً كي لاترتطم فتُهشِّم رأسك على إحداها مخلِّفاً ذكرياتك الجميلة عليها لتصل إلى وجهتك وأنت تجهل حتى من تكون،على الأقل سيكون لذلك مكسبٌ إيجابيٌّ فلن تعرف تأنيباً للضمير عندها لأنَّك لن تتذكَّر قطعاً المياه العذبة الرَّاكدة ولاالأغصان المتدلِّية على سطحها هناك أعلى النهر،لن تتذكر الحياة السعيدة التي كنت تتذمّر منها لأنَّك لم تعرف سواها.
أمَّا اليوم وأنت تنزل للأسفل،للحضيض،للأدنى،لاشك بأنَّك قد رأيت الكثير في طريقك ،وما ينتظرك هناك أشدُّ تأثيراً،وقدرة على الإقناع.
لست الأوّل ولا الأخير ممَّن أخطأ التقدير أو الحساب يوماً،ولن تكون آخر من دفع ثمن أخطائه.
المؤكد أنَّك ستتعلَّم أنَّ بعض الأخطاء لايمكن إصلاحها أبداً إذاَ ماإقترفتها،لذا عليك أن تتعلَّم كيف تقضي بقيَّة أيَّامك هنا في الأسفل وتتعايش مع مااقترفه عقلك ونفَّذته جوارحك.
(القريـــب البعيــــد)
١٠/٠٤/٢٠١٨
٠٥:٣

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

D-Mohmmed Jabbrya بقلم د. محمد جابريه 💗 سأجمع حقيبتي 💗 فاتنة انت   وكل ما فيك يثيرني حتى عندما تغضبين وح...