الخميس، 12 أبريل 2018


حب الوطن والشوق والحنين اليه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي- العراق -11-4-2018 
من علامات وأدلة حب الوطن الشوق والحنين إليه ، وذكره بخير ، والدفاع عنه ، وتأسفه عن تقصيره تجاهه ، وتذكر أهله وخلانه ، وقرابته وجيرانه ، وبيوته وجدرانه .الوطن تلك الروح الهائمة البعيدة التي تسكننا في كل المنافي، تعانقنا في كل الدروب تسكن فينا ولا ترحل عنا حيث ما كنا نحمل عبير ونسيم تراب الوطن الغالي لاعشق ولاهوى ولاموئل للفؤاد غير تلك الأرض البعيدة مسكن الروح والجسد وموطن الحب والعاشقين، المغترب السوداني في كل بقعة على الأرض يرقب الوطن من كل زاوية خليط بين الحذر والخوف والأمل لكن هناك ثابت أزلي هو الوفاء لهذه الأرض.. كثير مايشتاق المغتربين لوطنهم ويحنوا لبعدهم عن ترابه وأهله...
حب النبي صلى الله عليه وسلم ظاهر لوطنه من خلال تعجبه واستغرابه من كلام ورقة بن نوفل- - بقوله : ((هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلى مُوسَى صلى اللّهُ عليهِ وسلَّمَ، لَيْتَنِي فِيها جَذَعٌ لَيْتَنِي أكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، قُلْتُ: أوَ مُخْرِجيَّ هُمْ ؟ قال: نَعَمْ ، إنَّهُ لَمْ يَجِىءْ رَجُلٌ قَطُّ بِمَا جِئْتَ بِهِ، إلاَّ عُودِيَ، وَلَئِنْ أدْرَكَنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْرا مُؤَزَّرا . )) ودموعه عند المفارقة لمكة وخطابه لها : «أنت أحب بلاد الله إلى الله، وأنت أحب بلاد الله إلي، ولولا أن المشركين أخرجوني لم أخرج منك » ولكنه امتثال أمر اللـه تعالى 
الشوق للوطن بحار وجمر حار أشتاق إليها ليل ونهار وعندما يزداد الشوق إليه الدعاء للوطن أن يستقر وألتمني للعودة له وهو متعافي، كثيرة هي الأشياء التييشتاق إليها بالوطن منهاالاب وألام والخال والعم وكل ألاهل .. قال الأصمعي سمعت أعرابيا يقول : إذا أردت أن تعرف الرجل فانظر كيف تحننه إلى أوطانه ، وشوقه إلى إخوانه ، وبكاؤه على ما مضى من زمانه .
و قال الأصمعي قالت الهند : ثلاث خصال في ثلاثة أصناف من الحيوان الإبل تحن إلى أوطانها وإن كان عهدها بعيدا ، والطير إلى وكره وإن كان موضعه مجدبا ، والإنسان إلى وطنه وإن كان غيره أكثر نفعا .
انشد الشعراء بحب الوطن والشوق اليه منهم 
أنشد البكري:
أحب بلاد الله ما بين منعج ..... إليّ وسلمى أن يصوب سحابها
بلاد بها نيطت عليّ تمائمي ..... وأول أرض مس جلدي ترابها
وكذلك يصف ابن الرومي حبه لوطنه ويذكر العلة في ذلك حيث يقول:
ولي وطن آليت ألاّ أبيعه ..... وألا أرى غيري له الدهر مالكا
عهدت به شرخ الشباب ونعمة ...... كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا
وحبَّبَ أوطان الرجال إليهم .....مآرب قضاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكَّرتهم ..... عهود الصبا فيها فحنوا لذالكا
وكذلك قال أعرابي يتشوق إلى وطنه:
ذكرت بلادي فاستهلت مدامعي ..... بشوق إلى عهد الصبا المتقادم
حننت إلى ربع به اخضر شاربي ..... وقُطّع عني قبل عقد التمائم
وكذلك قال إسحاق الموصلي في وصف شوقه لمدينته بغداد وما أصابه من الحزن على فراقها حيث يخاطب قلبه الذي راح ينفطر:
أتبكي على بغداد وهي قريبة ..... فكيف إذا ما ازددت عنها غداً بعدا
لعمرك ما فارقت بغداد عن قلى ..... لو أنا وجدنا من فراق لها بدا
كفى حزناً أن رحت لم أستطع لها ..... وداعاً ولم أحدث لساكنها عهدا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

D-Mohmmed Jabbrya بقلم د. محمد جابريه 💗 سأجمع حقيبتي 💗 فاتنة انت   وكل ما فيك يثيرني حتى عندما تغضبين وح...