السبت، 28 يوليو 2018


دودي ونمّولة 
بقلم الطفلة / سدينا عمر الشيشانى 

أهربي يا ملكتنا بأقصى ما عندك، ذلك هو صراخ النَّمل الخائف على الملكة نمّولة من آكل النمل، الذي يريد إلتهامها، فهو يعشق طعمه ولا يأكل غيره، ولذلك يترصَّده ويصنع الفخاخ له.
ما انفكت دقَّات قلبها تتسارع، وبينما كانت تهرول وقعت في حفرةٍ عميقة، وأصيبت بكسر في قدمها، وبما أنَّ من يلاحقها عجوزٌ (ضعيف السَّمع والبصر) ، لم يسمعها ولم يرها حين وقعت، فتابع سيره ظاناًّ أنَّها قد سبقته.
عاتبت المسكينة نفسها قائلة: يا لي من فضوليِّة وحمقاء، لوقوعي في فخ ذلك الأكول، حبَّذا لو استمعتُ لنصيحة العاملات الحكيمات، والآن ها أنا داخل حفرة، وكذلك كدتُ أن أفقد أحد أعضائي التي كُسرت، ولا أعلم أين أنا، وحتى طريق العودة إلى مملكتي قد أضعته. وذَرَفَت عبراتٍ غزيرةٍ، إلى أن ملأت الحفرة بالماء فأغمي عليها.
وعندما استيقظت وجدت أمامها دودة ضخمة، ففزعت وأرادت الهروب، إلاّ أن حديثها الَّلطيف أصابها بالرَّاحة، فقد قالت: لا تقلقي، فلن أؤذيك، إسمي دودي وقد تشرَّفت بإنقاذك.
ـ لا أعلم كيف أشكرك على معالجتي والإعتناء بي، ولكنِّي مضطَّرة لمغادرتك كي أبني مستعمرة جديدة.
ـ أود مدَّ يد المساعدة لك.
ـ إذن هيَّا بنا.
باشرت الصديقتان بالعمل، وعندما انتهتا تعانقتا فرحاً، ثمَّ عاهدت نمّولة دودي أن تزورها كلَّ يوم، ودخل كل منهما إلى منزله.
لم تعد نمّولة تذهب لمنزل دودي، بسبب صغارها الذين خرجوا للحياة حديثاً، فهم يحتاجون إلى العناية، مما جعل صديقتها التي أنقذتها تقلق عليها، فخرجت ولكنَّها تفاجأت بوجود عصفورٍ يبحث عن قوته، وهو يغنّي بسرور، حام في الهواء، ثم ارتفع عالياً في الجو، إلا أنّه رآها فاقترب من الأرض للانقضاض عليها، حاولت الهرب واستغاثت، ولحسن حظَّها كانت بالقرب من مستوطنة نمّولة الجديدة، فسمعتها وأمرت النَّمل أن يُدخِلوها، ثم أمرت أن يشعلوا ناراً بالقرب من صخرةٍ كبيرة، وأن يشكِّلوا هرَّة بالوقوف فوق بعضهم البعض، فارتفع ظلُّ القطَّة على طول الصَّخرة؛ فهرب العصفور ولم يعد خوفاً أن تلتهمه إحدى القطط العملاقة.
وهكذا أنقذت نمّولة دودي من الموت، وأصبح رابط صداقتهما أقوى من ذي قبل.
النهاية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

D-Mohmmed Jabbrya بقلم د. محمد جابريه 💗 سأجمع حقيبتي 💗 فاتنة انت   وكل ما فيك يثيرني حتى عندما تغضبين وح...